احباب العراق

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
احباب العراق

احباب العراق


2 مشترك

    العيد في النجف

    avatar
    صفاء الدليمي
    مشرف عام
    مشرف عام


    عدد الرسائل : 100
    تاريخ التسجيل : 16/09/2008

    العيد في النجف Empty العيد في النجف

    مُساهمة من طرف صفاء الدليمي الإثنين أكتوبر 06, 2008 12:13 pm

    العيد في النجف.. ورد ودموع عند قبور الأحبة
    للعيد في النجف، مثلما هي الحياة في العراق، نمط خاص وطعم مختلف، تتوزع فيه حركة الأهالي مابين ضريح الإمام علي ابن أبي طالب عليه السلام ومكاتب المراجع، ومقبرة وادي السلام.
    وعادة ما تكون البداية من مكاتب المراجع، حيث يتجمع الكثيرون في مساء آخر يوم من شهر رمضان، أمام زقاق صغير في شارع الرسول، يسمى "دربونة السيستاني" حيث مكتب ومنزل المرجع الديني علي السيستاني، الذي لا يبعد سوى بضعة أمتار عن ضريح الإمام علي، بانتظار أن يعلن المرجع عن بيانه بصيغته الشهيرة "ثبت لدينا أن اليوم هو آخر أيام شهر رمضان المبارك، وغدا غرة شهر شوال، وأول أيام عيد الفطر المبارك".

    البيان يصدر في الغالب في وقت متأخر من الليل، بعد اتصالات واسعة داخل العراق وخارجه، وسماع لاقوال الشهود الذين يدعون رؤية الهلال، لتبدأ بعده الاتصالات الهاتفية بين النجف وبقية المدن، وربما الطلقات النارية في الهواء، احتفالا بقدوم العيد، وإعلانا عن رؤية الهلال، في تقليد يصعب على السلطات منعه، رغم إجراءاتها الكثيرة وبياناتها المتعددة.
    ,رؤية الهلال تثبت بالرؤية العينية المجردة، دون استخدام التلسكوب أو الحسابات الفلكية".
    ويضيف الساعدي في حديث لـ"نيوزماتيك" "إذا ثبتت الرؤية من قبل شهود عدول، وبالعين، يصدر المرجع الأعلى بيان العيد، وبعكسه يصار الى إتمام عدة الصيام ثلاثين يوما، ليكون اليوم الذي يليه عيدا بلا نقاش".

    صبيحة أول أيام العيد تشهد في الغالب زحاما شديدا، حيث يتوجه الزوار من داخل المدينة وخارجها لزيارة ضريح الإمام علي، ثم مقبرة وادي السلام، وهي ثاني اكبر مقبرة في العالم بعد مقبرة في الصين لزيارة قبور موتاهم في طقوس خاصة.

    زوار المقابر يحملون يوم العيد الشموع والورود والبخور وماء الورد، لوضعه على قبور ذويهم، في مراسم يغلب عليها الحضور النسوي، بملابس السواد التقليدية، ودموع الحزن، خاصة أمهات الشباب الذين ذهبوا ضحايا العنف الطائفي أو القتال المسلح أو حتى الحوادث المرورية.
    إن "زيارة القبور في أيام العيد مراسيم تقليدية اعتدنا على أدائها، وهي أمر مستحب".

    وأبسط شيء نفعله لموتانا هو أن نتذكرهم يوم العيد بقراءة القرآن والزيارة والدعاء وإشعال الشموع والبخور ورش ماء الورد على قبورهم بعد تنظيفها".
    وتشهد مقبرة وادي السلام المترامية الأطراف، رغم صعوبة الحركة في ممراتها الضيقة، زحاما منقطع النظير، منذ الصباح حتى المساء، وعلى مدى أيام العيد، وان كان اليوم الأول هو الأشد زحمة.

    ورغم أن يوم العيد يفترض أن يكون يوما للفرح والسرور، إلا أن الحال في مقبرة وادي السلام يكون مختلفا تماما، فعلامات الإرهاق والحزن والتعب تبدو على وجوه الجميع، ومنظر النساء الجاثيات أمام قبور أبنائهن أو أزواجهن أو إخوانهن أو آبائهن، وهي تحمل في الغالب صورا للموتى يحرص الأهالي على تجديدها بين فترة وأخرى، يعكس صورة تراجيدية لبلد لم يفارقه طعم الموت منذ سنين طويلة.

    ويحلو للبعض أن يعطي لهذا اليوم بعدا إنسانيا خاصا وخالصا، عبر زيارة "مقابر المجهولين" في مقبرة وادي السلام، ممن يتم دفنهم من قبل محسنين، حين لا يتعرف عليهم أحد من ذويهم.
    ومما لاشك أن لهؤلاء أحبة يتمنون معرفة قبورهم وزيارتها، خاصة في العيد، ونحن نفعل ذلك نيابة عنهم".

    وإنهم مظلومون، ونحن نزور قبورهم ونترحم عليهم، ونطلب لهم المغفرة، لعل الله يرحمنا ويعطينا الأجر والثواب".
    وتوجد في مقبرة وادي السلام المئات من قبور المجهولين الذين يتم نقلهم الى دوائر الطب العدلي، خاصة في العاصمة بغداد، وبعد مرور ثلاثة أشهر من عدم التعرف عليهم، يتم نقلهم الى مقبرة النجف، ليدفنوا في مقابر المجهولين، بعد تثبيت صورهم وعلاماتهم ومقتنياتهم في سجلات خاصة، وتوضع على قبورهم أرقام تسهل التعرف عليهم من قبل ذويهم. وقد تم التعرف بالفعل على الكثير منهم. مقابر المجهولين لا تقتصر على المسلمين أو العراقيين، إنما يرقد فيها ضحايا من ديانات وجنسيات متعددة.
    وعلى قاعدة "مصائب قوم عند قوم فوائد"، تزدهر في مثل هذه الأيام الكثير من الأعمال ذات الصلة بزيارة القبور، كبيع الورد والشموع والبخور وماء الورد، حيث ينتشر أطفال صغار على جميع الطرقات والتقاطعات وهم يحملون بضاعتهم البسيطة، ويطوفون بين المقابر بحثا عن زبائن يغلب عليهم السخاء في يوم عاطفي كهذا، على أطلال أعزة غيّبهم الموت، ولم يبق من سبيل للتواصل معهم سوى زيارة قبورهم.


    وهناك صنف آخر يحملون مكبرات الصوت ويطوفون في المقابر لقراءة القرآن والمراثي مقابل أجر أو هدايا، وهم يتميزون بمهارة عالية في معرفة أذواق الزائرين، وأصحاب القبور، إن كانوا شبابا أو كبارا في السن، فلكل مراثيه واللغة الخاصة به.
    وبسبب الحشد الكبير من المواطنين الذين يأتون إلى النجف، نحو 160 كم جنوب بغداد، في هذه المناسبة تزدحم الطرقات وتصعب حركة المارة والسيارات.
    ويبذل شرطة المرور جهودا كبيرة في أيام العيد لتنظيم حركة المركبات في شوارع المدينة وداخل مقبرة وادي السلام".
    حيث ان آلاف السيارات تدخل المدينة من مختلف محافظات البلاد في أيام العيد، ما يسب اختناقات مرورية شديدة، خاصة في شوارع المقبرة الضيقة
    __________________
    محمد الدليمي
    محمد الدليمي
    عضو شغال
    عضو شغال


    ذكر
    عدد الرسائل : 147
    العمر : 35
    العمل/الترفيه : طالب
    المزاج : جيد جدأ
    تاريخ التسجيل : 03/10/2008

    العيد في النجف Empty رد: العيد في النجف

    مُساهمة من طرف محمد الدليمي الإثنين أكتوبر 06, 2008 12:35 pm

    اشكرك صفاء على موضوعك الطويل ههههههههه
    avatar
    صفاء الدليمي
    مشرف عام
    مشرف عام


    عدد الرسائل : 100
    تاريخ التسجيل : 16/09/2008

    العيد في النجف Empty رد: العيد في النجف

    مُساهمة من طرف صفاء الدليمي الإثنين أكتوبر 06, 2008 6:16 pm

    مشكور على مرورك

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين مايو 20, 2024 5:40 am